اليأس . هل انت مصاب به؟؟؟؟؟؟ اختبر نفسك

مشرف عدد الرسائل : 25 تاريخ التسجيل : 17/10/2006

اليأس

الرسل عليهم السلام فيهم ميزة وفيهم صفة عظيمة جاؤا بهذه الصفة العظيمة والجليلة التي تحتاج إلى العقل القوي وتحتاج إلى العقل المتفتح وتحتاج إلى العقل النير هذه الصفة أبطء عنها كثير من الناس فبعضهم انتكس وبعضهم ضعف إيمانه وبعضهم تساهل في أمر العلم والحفظ والعقل والحكمة والدعوة إلى الله هذه الميزة والأمر العظيم هو الذي جعل كثير من الناس خـــاصة من الدعاة وطلاب العلم يصاب بالانهزامية . هذا الأمر هو الـــــيـــــــــأس فما جاء رسول إلى طرد اليأس لأنه يعلم أن الله جل وعلى ينصر دينه ويعلي كلمته ويقيم أمره سبحانه وتعالى على أيدي الرسل وعلى أيدي الصحابة وعلى أيدي العلماء إلى يوم القيامة .
مساوئ اليأس:
1- يقتل الهمم. 2- يضعف اليقين. 3- يضعف الإيمان. 4- يؤخر الإسلام. 5- يضعضع الثقة بالنفس.
ما يأس رجل إلا زل وما يأس رجل إلا انتكس وما أكثر من انتكس ويكفي أن المعتزلة انتكسوا عن التوحيد الصحيح وتركوا مجلس الحسن البصري لما يأسوا من نصرة الإسلام وراو كثرة البدع والضلالات وسيطرة أمر المجوس .
اليأس يفتح المجال للأمراض العقلية والنفسية والعصبية ,اليأس حينما يخيم على العقل ويدخل في الشعور يتثاقل الذي لديه اليأس عن الصلاة وقد لا يقرأ القرآن إلا في رمضان وقد يمل من طول المكث في المسجد وإذا أطال الإمام في الركوع أو السجود قال لماذا أطال . اليأس يدخل إلى النفس ثم يصعد إلى القلب ثم يرتفع إلى العقل وإذا خالط اليأس النفس والقلب والعقل هنا قد لا يدري صاحبه كيف دخل اليأس إليه تجده يتراخى في العلم ويضعف في العلم ويضعف في الدعوة إلى الله. اليأس إذا دخل قد لا يعلمه صاحبه فقد يحقد وقد يحسد وقد يشنع على العلماء وتابعوا الانترنت وتجدون الذي دعا إلى نفسه وزعم انه عالم ومحدث وحافظ , واليأس وسيلة من وسائل إبليس فيجعل الإنسان منحط . ما جاء رسول إلى تعلق بالله ,إلا توكل على الله, إلا قوى صلته بالله سبحانه وتعالى , إلا أكثر الدعاء وألح وأطال مكث الركوع والسجود بين يدي الله , وما زل من زل إلا لأنه ترك طريق الرسل عليهم السلام , والرسل عليهم السلام جاؤا بعدم اليأس قال تعالى{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا((اليأس)) يعبدونني لا يشركون بي شيئا(( وهذا هو الشرط)) }.
وقال تعالى{ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} .
حينما يتعلق المرء بالله وحينما يفزع إلى الله ويعي ما هو القرآن ويفقه ما هو الإيمان ويعيش مع القرآن عيشة عملية ويتدبره ويتعمق فيه لا يأتيه اليأس. الله ينصر دينه ويحفظ من يقوم على هذا الدين بعقله ونفسه وشعوره وقلبه قال تعالى { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} ومع هذا لما انهزم المسلمون في احد لم ييأسوا ولم يقنطوا ,لان لا يقنط من الرحمة والفضل والمنة إلا المبطل ذلك الذي يسعى إلى نفسه أو إلى الجاه أو إلى المال فيهلك قال تعالى { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا انزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم ((ثم علل)) وعلو علوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا وقدمن إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}.من ييأس يحب الرئاسة ,من ييأس يذهب إلى الظلم والغيبة والنميمة من ييأس يجنح إلى الدنيا يحب أن يقال أن فلان وفلان. قال تعالى { أصحاب الجنة يوم إذ خير مستقر} لأنهم لم ييأسوا في الدنيا بل إنهم علموا من هو الله جل وعلى انه في السماء اله وفي الأرض اله بعث الرسل عليهم السلام بكلمة التوحيد لكي يكون هذا التوحيد عمليا يطبق في الواقع , واقع الأمة في كل شيء , ولكن حينما يكون العقل صغيرا والقلب صغيرا تكبر عليه المسألة ( لقد كان في من قبلكم يؤتى بالرجل فينشر بالمنشار نصفين فلا يرده هذا عن دينه) إذا اليأس مهلك ومن خطورة اليأس أن الإنسان ييأس وهو لا يعلم انه ييأس , وكثير من من انتكسوا كالجهم ابن صفان , وبشير المريسي , والحلاج , وابن سبعين , والفخر الرازي ويسميه العلماء الفــخ , وأيضا الغزالي رحمه الله في أول أمره , إنما حصل لهم هذا حينما ضعف فهمهم للتوحيد بل إنهم اخضعوا القرآن لفهم خاص ورأي خاص وطريقة خاصة قال تعالى { ولا تتبعوا قوما قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل } اليأس لا يعرفه المرء إلا حينما يخلوا بنفسه فيعرض نفسه على سورة هود فقط إلى الآية 25 فينظر هل هو يأس الذي فيه أو انه تراخي أو انه ضعف أو انه مسكون بمرض من الأمراض .
ثم تأتي بعدها قصص الرسل عليهم السلام ابتدأها جل وعلى بنوح واختتمها بموسى عليهما السلام تجعل المرء يبدأ من جديد لكن بوعي لكن بفهم وإدراك وإحاطة وشعور بالمسئولية لان المرء يحتاج إلى الزاد إذا مات ولأنه إذا مات فلا يعود للدنيا مرة أخرى فيعمل أو يستغفر أو يتوب . ولذلك يتدبر هذه السورة ويعيش معها ويتأملها فيقرأ كل آية ثم يقف قليلا ثم يتأمل ثم يعيش مع الآيات.
صفات اليأس:
1- أن تجد نفسك ضعيف في العبادة فإذا أطال الإمام بالفجر تململت وإذا كنت في استراحة أحببت أن الليل يطول , وإذا أطال السجود أو الركوع تململت.
2- عدم الاهتمام بشان الأمة, وهي التي حذر منها الرسل يستدل بقوله تعالى { لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} ثم يفسره حسب رأيه وحسب فهمه فليس لديه شعور بالمسؤولية ولا يهتم بأمر الأمة ولا يقلق إذا كثر المطربون وقد يتابع .
3- قطيعة الرحم والمنة على الوالدين إذا كانا كبيرين يمن عليهم بالزيارة والعطية والصلة ولو علم فضل الوالدين لأدرك أن المنة لهما عليه من قبل ومن بعد قال تعالى { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا} وحرف (خ-ف-ظ)من الحروف القوية عند العرب إذا اجتمعت وهذا معناه أمر قاطع لازم وقوله سبحانه وتعالى { واخفض لهما جناح الذل } ولم يقل الطاعة لان الذل أعظم من الطاعة وهو التذلل لهما. فالذي يمن على والديه أو على أقربائه بالزيارة فهذه من علامات اليأس.
4- التثاقل عن العلم لان أعداء الأمة يخافون من العالم خاصة إذا كان هذا العالم حافظا واعيا محيطا مدركا, يخافون من هذا ويحسبون له ألف حساب.
5- تقديم المتعة على ما هو أهم, إما من الذكر أما من قيام الليل أما من صيام بعض الأيام المشروعة أما من كثرة الدعاء أما من القراءة الخاصة لمن كان له قراءة خاصة كحفظ المتون والأسانيد أو قراءة عامة في كتب الشريعة والأدب والتاريخ والنحو.
6- أن الذي ييأس ويكون يأسه متمكنا منه يميل إلى الاستهزاء دائما إذا حضر مجلس علم أو إذا استمع إلى نصيحة يدخل في نفسه نوع من الاستهزاء أو السخرية والتضاحك داخليا ودائما فاقد الشيء لا يعطيه. لان الذي ييأس فيحضر مجلسا علميا أو يحضر نصيحة علمية أو يحضر وعظا أو حلقة علمية يضمر في نفسه أشياء كثيرة لا يطلع عليها إلى الله فهذا أيضا من اليأس, ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله)كــيـف تطرد اليأس:
1- تحقيق كمال التوحيد في النفس.
2- لوم النفس على الخطأ وعلى الظلم والنميمة. يلوم نفسه دائما بمعنى يؤدبها ولذلك اقسم الله بهذا النوع من النفس لأنها تلوم صاحبها حتى يستقيم.
3- رد المظالم إلى أصحابها مهما كانت.
4- دوام النظر في القرآن وتدبر آي القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

مقدمة لفضيلة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان في شرح احد دروس كتاب بلوغ المرام بالطائف

جزاك الله خيرا على هذه الفوائد