حكم تارك الصلاة ........

ملخص الدرس :

هل تارك الصلاة بالكلية يكفر بمجرد الترك ولو كان تهاوناً وكسلاً أم أنه لا يكفر إلا إذا كان جاحداً لوجوبها .

الصحيح والذي عليه الإجماع أنه يكفر ولو لم يكن جاحدا لوجوبها .

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى :
" وتكفير تارك الصلاة هو المشهور المأثور عن جمهور السلف من الصحابة والتابعين .
ومورد النزاع هو فيمن أقر بوجوبها والتزم فعلها ولم يفعلها .
وأما من لم يقر بوجوبها فهو كافر باتفاقهم .
وليس الأمر كما يفهم من إطلاق بعض الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم : أنه إن جحد وجوبها كفر ، وإن لم يجحد وجوبها فهو مورد النزاع .
بل هناك ثلاثة أقسام :
أحدها : إن جحد وجوبها فهو كافر بالاتفاق .
والثاني : أن لا يجحد وجوبها لكنه ممتنع من التزام فعلها كبراً أو حسداً أو بغضاً لله ورسوله  . فيقول أعلم أن الله أوجبها على المسلمين والرسول  صادق في تبليغ القرآن ، ولكنه ممتنع عن التزام الفعل استكباراً أو حسداً للرسول  ، أو عصبية لدينه ، أو بغضاً لما جاء به الرسول  ، فهذا أيضاً كافر بالاتفاق ….
والثالث : أن يكون مقراً ملتزماً لكن تركها كسلاً وتهاوناً أو اشتغالاً بأغراض له عنها ، فهذا مورد النزاع … " .

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى :
" وأما الذين لم يكفروا بترك الصلاة ونحوها فليست لهم حجًّة إلا وهي متناولة للجاحد كتناولها للتارك ، فما كان جوابهم عن الجاحد كان جواباً لهم عن التارك مع أن النصوص علقت الكفر بالتولي كما تقدم وهذا مثل استدلالهم بالعمومات التي يحتج بها المرجئة كقولهم ( من شهد أن لا إله إلا الله … ) ونحو ذلك من النصوص "

والضابط في مسألة الترك ليس العدد كما يتوهم بعضهم بل الالتزام كما قرر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله ويؤيد هذا ما نقل عن الأئمة في هذا الباب فقد جاء عن بعضهم كإسحاق أنه قال : إذا ترك صلاة واحدة حتى خرج وقتها فهو كافر .
فما دام أنه تعمد الترك وعزم على ذلك ولو كان كسلاً وتهاوناً فإنه يكفر إذا خرج وقت أول صلاة تركها ، أما إذا لم يعزم على ذلك ولم يلتزم الترك فهذا تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .

وقد نقل الإجماع على كفر تارك الصلاة ابن نصر في كتابه تعظيم قدر الصلاة عن عبد الله بن شقيق وعن أيوب السختياني ، ونقل عن عمر أنه قال على المنبر لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة قال ذلك على مسمع من الصحابة فكان إجماعاً وكذلك نقل الإجماع إسحاق بن راهوية وغيرهم .
وفي جامع العلوم والحك قال أيوب السختياني " ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه " وفيه قال ابن رجب " وهو قول ابن المبارك وأحمد و إسحاق وحكى إسحاق عليه إجماع أهل العلم "
وفي مسند الإمام أحمد : " أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال حضرت رجلاً سأل أبا عبد الله فقال يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على الإيمان بالقدر خيره وشره قال أبو عبد الله نعم قال ولا نكفر أحداً بذنب قال أبو عبد الله اسكت من ترك الصلاة فقد كفر ومن قال القرآن مخلوق فهو كافر " .
وفي كتاب الترغيب والترهيب للمنذري :
قال محمد بن نصر المروزي : سمعت إسحاق يقول صح عن النبي أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر . وروى عن حماد بن زيد عن أيوب قال : ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه .
وفيه أيضاً قال أبو محمد ابن حزم : وقد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد ولا نعلم لهؤلاء من الصحابة مخالفاً .
وأما ما نقل عن حذيفة t فلا عموم له لأنه ذكر ذلك عن قوم لا يدرون ما صلاة ، ويؤيد ذلك أن مذهب حذيفة رضي الله عنه في هذه المسألة كباقي الصحابة فيما نقله عبدالله بن شقيق وغيره ففي صحيح البخاري :
عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رَأَى رَجُلًا لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ مَا صَلَّيْتَ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ لَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وأما الاستدلال بما نقله ابن بطة من الإجماع على عدم كفر تارك الصلاة بقوله " لم يزل المسلمون يرثون ويورثون تارك الصلاة و يصلون عليه ويقبرونه في مقابر المسلمين " .
فلا حجة فيه لأن ترك الصلاة من الكفر الذي لا يظهر لعموم الناس إلا بالاستتابة وقد يخفى على قرابة الشخص فضلاً عن غيرهم .

جزى الله الأخ طالب علم على هذا الاختصار المفيد وعلى ما كتبه الأخ الشيخ أبورائد فى هذا الموضوع الحساس,لكن الغموض عندى فى هذه المسألة هو التعمد من هو المتعمد وكيف يمكن أن نميز ذلك,هل كل من كان محافظا على الصلاة,وبذل الأسباب التى تعينه على الاستيقاض,ثم عن الصلاة يكون من التركين عمدا وبالتالى يكفر ؟

[center]

yamoslim كتب:: وبذل الأسباب التى تعينه على الاستيقاض,ثم عن الصلاة يكون من التركين عمدا وبالتالى يكفر ؟

كيف يكفر وقد بذل الأسباب بل كيف يأثم

لكن يظهر إنك تريد الفرق بين المتعمد الذي يكفر والذي لا يكفر

لاشك أن التارك كسلا متعمد للترك لكن إذا التزم هذا الترك فإنه يكفر بمجرد خروج وقت أول صلاة والله أعلم

عدد الرسائل : 2 تاريخ التسجيل : 31/10/2006

جزاك الله خيرا ولكن أرجو توضيح معنى الالتزام أكثر لأني فهمت من كلام شيخ الإسلام أن عدم الالتزام لكونه مستكبرا أو حاسدا وهذا شيء زائد على مجرد الترك والعزم عليه

عدد الرسائل : 6 تاريخ التسجيل : 02/12/2006

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا يا شيخنا المفضال

وفي الحقيقة أنا لا يمكنني تصور شخص يترك الصلاة بالكلية تعمدا (لا يصلي مطلقا) وأن يكون مؤمنا بقلبه.

وما ذكرتموه وجمعتموه فيه بيان شافٍ ولله الحمد.

ولدي سؤال يتفرع عن هذا الموضوع:

هل صح عن ابن عبدالبر رحمه الله أنه نقل الإجماع في أن مسألة الحكم على تارك الصلاة ليست من مسائل الإرجاء؟ أي أنها مستثناة من هذا الباب؛ فلا يرمى عالم بأنه مرجئ إذا كان لا يحكم على تارك الصلاة تهاونا وتكاسلا بالكفر.

محبكم في الله أبو خالد

أبو خالد كتب:: ولدي سؤال يتفرع عن هذا الموضوع:

هل صح عن ابن عبدالبر رحمه الله أنه نقل الإجماع في أن مسألة الحكم على تارك الصلاة ليست من مسائل الإرجاء؟ أي أنها مستثناة من هذا الباب؛ فلا يرمى عالم بأنه مرجئ إذا كان لا يحكم على تارك الصلاة تهاونا وتكاسلا بالكفر.

محبكم في الله أبو خالد

حيا الله الأخ الحبيب :

أما قول ابن عبد البر في التمهيد فقد سبق أن نقلته في الدرس :

قلت : وليس كل القائلين بعدم كفر تارك الصلاة ينسبون إلى المرجئة كما يدعي بعضهم ، قال ابن عبدالبر في التمهيد (4/242) بعد أن ذكر بعض القائلين بعدم كفر تارك الصلاة ، قال :
" هذا قول قال به جماعة من الأئمة ممن يقول : الإيمان قول وعمل، وقالت به المرجئة أيضًا، إلا أن المرجئة تقول: المؤمن المقر مستكمل الإيمان " .

زائر

[b] [center]
لم أفهم ما المقصود بـ " مورد النزاع "
أرجو توضيح المعنى لي لأنني بالصف الخامس ولم أبلغ الحادية عشر بعد

زائر

انا ياشيخ نسيت الصلاه وتذكرت بعد يومين اقضيها ام اعيد الصلوات التي قبلها كلها واقضيها ...؟