حوار صدام حسين مع خليل الدليمي يكشف فيه أسرارا خطيرة جدا
لقاء صحفي خطير مع صدام رحمه الله .. كشف فيه المستور ..أقرؤوه وانشروه
في لقاء استمر أربع ساعات ونصف الساعة .. خليل الدليمي سجل أهم ما فيه :
كانت البداية اتصالا من المحامي والمناضل القومي زياد الخصاونة رئيس هيئة الاسناد للدفاع عن الرئيس صدام حسين ورفاقه.. أبلغني بمضمون المقابلة التي جرت بين المحامي العراقي خليل الدليمي وبين الرئيس صدام.. قال لي لقد اتصل به الدليمي وطلب منه ابلاغي سلام الرئيس صدام إليٌ وإلي بعض الزملاء الآخرين.
قلت للاستاذ زياد الخصاونة: أريد منك أن تتحدث مع الاستاذ خليل الدليمي ليخص 'الأسبوع' بمضمون الحوار الذي تم بينه وبين الرئيس صدام، فوعدني خيرا.
ويوم الثلاثاء الماضي كان زياد الخصاونة يبلغني أن خليل الدليمي قد وصل إلي الاردن وأنه يريد التحدث معي.. دار بيننا حوار طويل، استمعت منه إلي كافة تفاصيل الحوار وسجلت ذلك، وبعد أن انتهت المكالمة، عاودت الاتصال لأطلب منه أن يروي لي بعض التفاصيل الأخري وأن يبعثها إليٌî مكتوبة علي 'الايميل' وبالفعل في اليوم التالي كان الاستاذ خليل الدليمي يبعث إليٌ بكل ما أمكن تسجيله خلال المقابلة للنشر علي صفحات 'الأسبوع' التي اختصها بهذه التفاصيل حول حياة الرئيس صدام داخل السجن، وآرائه ومواقفه تجاه بعض القضايا، ثم بعض الأسرار التي تعلقت بالمقاومة وطريقة القبض عليه وبعض الوقائع الهامة الأخري.
لقد تعرض خليل الدليمي للعديد من محاولات الاغتيال والتهديد اليومي بالاغتيال من قبل عملاء المحتل الأمريكي وأذنابه داخل وخارج العراق، لكنه بقي صامدا ولايزال، رافضا التخلي عن رسالته النبيلة في الدفاع عن رئيس شرعي تم أسره واختطافه ووضعه رهينة في مكان سري تمهيدا لتقديمه إلي محاكمة هزلية تخضع لإشراف المحتل ولا تستطيع الخروج عن طوعه.
'الأسبوع' تنشر وقائع الحوار الهام بين الرئيس صدام حسين ومحاميه خليل الدليمي ليدرك الناس أن كثيرا من الحقائق زيفت، وكثيرا منها لايزال غائبا عن الأذهان.
لم يكن قرارا فجائيا، فمنذ أكثر من عام وأنا أحاول، لكن الفشل كان دوما من نصيبي .. في اغسطس (آب) الماضي تقدمت بواسطة نقابة المحامين إلي المحكمة الخاصة التي أنشأها الاحتلال للحصول علي وكالة من قبل السيد الرئيس صدام حسين تمكنني من الدفاع عنه خلال المحاكمة المنتظرة.
كنت ادرك منذ البداية حجم العراقيل، وكنت أعرف أن المحتل لن يستجيب لطلبي بسهولة، رغم أن هذه الطريقة غير معمول بها في كل قوانين العالم، لأن المتهم مهما يكن، فالقوانين تكفل له حرية اختيار محاميه عن قناعة وبطريقة حرة ومباشرة وبإرادة كاملة.
بعد اتصالات مكثفة، وجدل طويل، تم توقيع الوكالة وقدمتها هدية لعائلة السيد الرئيس، ولهيئة الدفاع التي يترأسها حاليا المناضل القومي زياد الخصاونة.. قبيل شهرين كنت قد تقدمت بطلب لمقابلة السيد الرئيس .. وكان الأمر قد جري بالتنسيق بيني وبين هيئة الدفاع من ناحية، ثم بيني وبين أسرة السيد الرئيس من ناحية ثانية .. فجأة دقٌ الهاتف، ابلغت من قبل المحكمة ونقابة المحامين بتحديد يوم الثاني من ديسمبر الماضي لمقابلة السيد الرئيس صدام حسين.. ذهبت إلي المكان المحدد في التوقيت المحدد، ولكن فجأة ابلغت بتأجيل الموعد دون سبب مفهوم، وفي يوم السادس عشر من شهر ديسمبر الماضي.. ابلغت بالموعد الجديد.. ذهبت إلي حيث المكان الذي حدد لي.. سمح لي حاجز التفتيش العراقي بالدخول دون أية تحقيقات تذكر، وأدركت ساعتها أن الجانب الأمريكي اشار إليهم بالسماح لي بالدخول.
وهناك حيث هذا المكان، وجدت سيارة مصفحة أمريكية مظللة، ومعها 4 سيارات عسكرية من نوع 'همر' للحماية.. صعدت إلي السيارة المصفحة، علي يساري جلس جندي أمريكي من قوات المارينز، وعلي الجانب الآخر كان هناك جندي يقف علي قدميه في مكان مرتفع، مصوبا بندقيته المتوسطة باتجاه الطريق.. مضت المصفحة الأمريكية إلي مكان مجهول، فلم يكن متاحا أمامي معرفة الوجهة أو الطريق، كانت السرعة تتراوح ما بين 60 70 كم، وبعد نحو خمسين دقيقة وجدت نفسي في المكان المجهول
عندما تم فتح باب المصفحة وجدت نفسي داخل انبوب اسطواني بقطر 35 مترا تقريبا.. مضيت سيرا علي الاقدام ومعي أحد الجنود نحو 25 مترا، وفجأة وجدت نفسي في الصالة الرئيسية للمكان الذي يقبع فيه الرئيس صدام، وكانت الصالة هي عبارة عن غرفة تبلغ مساحتها 5 أمتار 5 أمتار تقريبا، كان هناك بابان أحدهما يؤدي إلي صالة صغيرة تم فيها اللقاء بيني وبين السيد الرئيس، أما الباب الآخر فكان يؤدي إلي غرفة الاحتجاز التي يقبع فيها الرئيس صدام..
عند وصولي إلي الصالة المحددة كان هناك أربعة من ضباط المارينز لا أعرف رتبهم، وكانت امامهم طاولة وعليها جهاز كمبيوتر، تبين لي فيما بعد أنه جهاز الهدف منه رصد اللقاء كاملا بيني وبين الرئيس، كنت اعرف ان اللقاء سيكون مسجلا بالصوت والصورة كاملا، لكن ذلك لا يهم..
كنت احمل معي حقيبة بها بعض الأوراق والهدايا للسيد الرئيس، طلبوا مني وضع الحقيبة علي المائدة، فتشوها وصادروا كل شيء، ولم يسمحوا لي سوي بالمصحف الشريف، وابلغوني أنهم سيدخلونني إليه بعد الحصول علي موافقته أولا، فوافقت.. وسألوني: هل تحمل رسائل مكتوبة؟ فكان جوابي: كلا. تقدم مني أحد الضباط وقال: عليك ألا تعانق الرئيس أو تقبله أو تحييه بالتشابك، وقالوا لي لقد وضعنا طاولتين بينكما حتي تصافحه باليد فقط وعن بعد.. وقالوا لي: إن هناك عسكريا امريكيا سيكون معنا لحمايتنا أنا والرئيس من بعضنا البعض واكدوا أن كل ما أريد اعطاءه للرئيس أو بالعكس سيكون بواسطة هذا العسكري الواقف علي قدميه والذي كان يستبدل كل نصف ساعة، وابلغوني ان مدة اللقاء هي أربع ساعات ونصف الساعة. الآن حانت لحظة اللقاء..
كان هناك احساس دفين يتجاذبني، كنت تواقا إلي رؤيته، وإلي عناقه.. كنت ادرك أنني لا استطيع أن ألتزم بهذا البروتوكول الذي أملوه عليٌ، خالجني شعور الانسان العراقي قبل المحامي.. أنا مواطن وهذا هو رئيسي الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة.. قلت: أبدا لن أقبل أن أصافح الرئيس بهذا البرود.. مستحيل أن أراه ولا أعانقه.. كانت كلماتي حاسمة إما أن يسمحوا لي بالتعبير عن مشاعري الطبيعية تجاه الرئيس الشرعي، وإما فلتلغ الزيارة من الأساس.
الدقائق تمر ثقيلة، وحالة من الشد والجذب بيني وبين الضباط تتصاعد.. طرحوا الأمر علي القيادة العسكرية في هذا المكان، وكانت سيدة برتبة جنرال، وأمام اصراري لم يكن هناك من خيار أمامهم سوي الاستجابة. دخلت إلي المكان المحدد، دخل خلفي كافة الضباط ومعهم الحارس.. إنهم يريدون أن يشاهدوا كيفية استقبالي للسيد الرئيس، انه مشهد فضولي لكنه ذو دلالة هامة..
يريدون أن يعرفوا بعد كل ما قيل، كيف يتعامل العراقيون مع رئيسهم الأسير.. بعد نحو دقيقتين تقريبا دخل الرئيس صدام بطول قامته وشموخه: فرح قلبي كثيرا..
كانت بنيته الجسدية افضل مما كانت عليه خلال جلسة التحقيق، وكان شعر رأسه طويلا إلي حد ما، ولحيته في حاجة إلي التهذيب.. بسرعة البرق، وما أن التقت عيوننا، حتي خرجت عن الطاولة التي وضعت لتفصل بيننا وأديت التحية العسكرية الكاملة لسيادته، ثم عانقته بشدة وكأنني كنت أنتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل، ربت الرئيس علي ظهري بيديه، وكان حنونا، رغم أنني لم اتشرف سابقا بلقائه، ولم تكن لي أية معرفة شخصية به..
كنت أشعر أنه رئيسي الشرعي، باعث نهضة العراق، الرجل الذي تربينا في عهده وعشنا معه لحظات الانتصار ولحظات الصمود .. لذلك لم اتردد في تقبيل يده الشريفة بعد انتهاء العناق.
كانت الدهشة تعلو وجوه الضباط الأمريكيين.. قال أحدهم: ما هذا الذي يحدث؟ كان ينظر إلي وجوه زملائه وكأنه يريد أن يقول لهم: أليس هذا الرجل هو الذي قالوا لنا إنه الديكتاتور الذي ينتظر العراقيون ازاحته عن السلطة بفارغ الصبر؟ ها أنذا أري أمامي عكس ذلك.. بدت وجوه الضباط الاربعة وكأنها في حاجة إلي اجابات حاسمة حول العديد من علامات الاستفهام.. لقد خرجوا جميعا مذهولين واغلقوا الباب من خلفهم وتركوني مع السيد الرئيس والحارس الأمريكي الذي كان يجري تبديله كل نصف ساعة تقريبا.
جلس الرئيس علي الكرسي ، وضع معطفه الأسود الذي كان يحمله علي الطاولة، كان يرتدي سترة سوداء وقميصا ابيض وبنطلونا أسود.. أخرج من سترته قلما وكراسا صغيرا أوراقه صفراء.. بدأ يقلب الصفحات، وقال لي وكأنه يحدد وجهة الحديث بيننا قبل أن أبدأ: اسمع يا ولدي هذا الشعر .. إن لم تكن رأسا فلا تكن آخره * فليس الآخر سوي الذنب
ثم استرسل الرئيس حتي نهاية القصيدة التي ابهرتني، ورحت أطلب من السيد الرئيس أن يعيد قراءة البيت الأول مرة أخري حتي اتمكن من كتابته.
سألته: هل هذه القصيدة من تأليفك يا سيادة الرئيس؟
فقال: نعم.. لقد كتبتها داخل السجن، لأن السجن لا يمكن أبدا أن ينال من ارادة العربي المناضل المدافع عن حقوق امته، إن كل من يقرأ التاريخ ويعرف أن العربي الحر لا يقبل أن يكون خانعا أو ذليلا أو منكسرا، بل يظل مرفوع الرأس حتي في لحظات الظلم والقهر وجبروت المحتل.
نظر إليٌ الرئيس وكأنه يريد أن يعرف مني وقائع ما يجري خارج هذا السجن، قدمت نفسي إليه، عرفته بنفسي وبعشيرتي وبالمدينة التي أنتمي إليها فشعرت بحالة من الاطمئنان علي وجهه.
قلت له: سيدي الرئيس أنت المعلم والقائد وأنا التلميذ، جئت لأستمع لتوجيهاتك، وأنا عضو في هيئة الدفاع التي شكلت للدفاع عنك؟
قال لي: استرسل أريد أن اسمعك
قلت له: لقد شكلنا هيئة الدفاع من عدد كبير من المحامين برئاسة المحامي العربي الاردني الكبير زياد الخصاونة، وقلت له ان الهيئة ضمت عددا من كبار المحامين العرب والاجانب، وتحدثت معه عن اهداف الهيئة، ومتابعة كريمته الأخت رغد واشرافها المباشر عليها، ونقلت له تحيات هذه الهيئة وتحيات رئيسها وتحيات كل العراقيين الوطنيين الشرفاء وتحيات كل العرب المخلصين.
سألني: ما رأيكم بجلسة الاستماع الأولي في المحكمة، وعما اذا كان قد جري نقلها كاملة علي التليفزيون ووسائل الاعلام؟
قلت له: لقد كان لها تأثير ايجابي كبير علي معنويات الشارع العربي والعراقي..
وكان رأي الجميع انك كنت تحاكم من يزعم محاكمتك، وأن الناس قد اعجبت بصمودك وكبريائك، ورفضك التراجع عن كل مواقفك رغم كل الضغوط التي مورست ولاتزال تمارس ضدك.
قال الرئيس: هذه محكمة غير شرعية وغير دستورية.. انها صنيعة الاحتلال..
وهي من مسوغات الغزو الكاذبة، وواحدة من ثمرات جريمة العدوان الخارج علي الشرعية الدولية، إنها تمثل اهانة للعدالة والقانون، مسرحية هزلية، وهي لعبة المقصود منها خداع الرأي العام وتصوير الأمر وكأنهم يرضخون للعدالة والقانون وهم أبعد من ذلك بكثير، لقد قرأت اتفاقية نيف خاصة ما يتعلق منها بالأسري ولذلك أنصح بأن يتم استعمال الدفوع القانونية والشكلية بالنسبة لتشكيل المحكمة المخالف للقوانين العراقية وأيضا للدستور العراقي وكذلك لاتفاقية نيف وأن ما بني علي باطل فهو باطل.
وأضاف الرئيس: لقد شكلوا المحكمة بقرارات باطلة وتحت ظل الاحتلال وبيد الحاكم الأمريكي وهذا يعني اغتصابا للسلطة الشرعية واعتداء سافرا علي القانون العراقي والدولي علي السواء لذلك اطالبكم بأن يكون الدفاع قانونيا وسياسيا واعلاميا، واطلب منكم ايضا ابلاغ تحياتي لكافة اعضائها خاصة الأخ زياد الخصاونة ولعائلته الاصيلة وصاحبة التاريخ، ولي طلب لديكم جميعا باستبدال الاسم الحالي لهيئة الدفاع عن الرئيس صدام حسين إلي 'هيئة الاسناد للدفاع عن كافة الأسري والمعتقلين العراقيين والعرب'، .. وأنا اترك لكم ولهيئة الاسناد حرية التصرف في الموضوع بشكل كامل.
بدأ الرئيس حديثه معي بعد ذلك بالسؤال عن احوال الشعب العراقي فتحدثت معه مطولا في وقائع ما يجري علي الأرض..
قال الرئيس: نعم اتوقع ذلك وما هو اكثر، فأمريكا جاءت إلي العراق وهي تعرف أهدافها جيدا.. لقد جاءت لتدمير الدولة العراقية ونشر الفوضي علي أراضيها وبث الفتن بين ابنائها.. واشاعة القتل والدمار والخراب، ونهب ثرواته.
واضاف الرئيس: لقد كنت أنا ورفاقي في القيادة نعرف أن العدوان قادم، قادم، وأن كل ادعاءات بوش الثاني ومن حوله، هي محاولة هدفها تسويق العدوان.. وان نواياهم كانت واضحة بغض النظر عن صحة أو كذب ما يرددونه.
الدليمي: ولكن يا سيادة الرئيس لقد ثبت كذب كل هذه الادعاءات وهذا يخدم موقفك القانوني. صدام: عندما كنا نقول إن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل كنا صادقين، ولذلك فتحنا لهم أراضي العراق وسماءه وكانت لدينا ثقة أنهم لم يعترفوا بالحقيقة، لكننا أردنا أن نثبت للرأي العام بأسره أننا نتعاون إلي اقصي الحدود خاصة بعد أن طلب مني بعض القادة العرب ذلك، ولكن للأسف فقد تجاوزت أمريكا المجتمع الدولي بأسره وشنت العدوان دون سند من شرعية أو قانون وخارج نطاق مجلس الأمن، ومع ذلك لم نسمع صوتا لأحد ليطالب بمحاسبة أمريكا لأنها كذبت علي الجميع ووضح أن الأمر كما كنا نقول دائما يتعلق بالنفط وإسرائيل، ولذلك ارجو منكم ان توثقوا كافة التصريحات التي صدرت في هذا الصدد من فرنسا والمانيا وغيرهما..
الدليمي: هناك ايضا تصريح للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان اعتبر فيه أن ما جري هو تجاوز للأمم المتحدة والاحتلال غير شرعي وغير مبرر.
صدام: هذا أمر مهم يجب توثيقه أيضا، لأني اعتقد أن الأمين العام للأمم المتحدة ضاق ذرعا بالمواقف الأمريكية وهو يدرك حقيقة الهدف ويعرف أن أمريكا تريده مجرد تابع وليس صاحب قرار.
الدليمي: لقد اسقط الشعب الاسباني رئيس الوزراء الاسباني 'اثنار' في الانتخابات وتولي الاشتراكيون السلطة وقاموا بسحب القوات الاسبانية من العراق.
صدام.. وقد بدا الارتياح علي وجهه: هذا عظيم .. وإن شاء الله سيجبر كل اذيال بوش علي سحب قواتهم من أرض الرافدين، وسيجد نفسه وحيدا وسيجبر علي سحب قواته التي لن تستمر طويلا في المكابرة.. أريد أن أقول لك إن المقاومة العراقية الباسلة أعدت نفسها جيدا، وأنا أثق في أن الشعب العراقي لن يقبل بالهوان واحتلال أراضيه، العراقيون لن يفرطوا في شرفهم كما يظن الأمريكيون وأذنابهم من العملاء والتابعين. انني اريد أن أقول لك يا بني إن الصفحة الثانية من صفحات المعركة بدأت يوم 11/4/2003 أي بعد الاحتلال بيومين فقط..
لقد اجتمعت بالقادة العسكريين والسياسيين في هذا الوقت وقلت لهم: الآن فلتبدأوا الصفحة الثانية من المعركة.. ولذلك ما يجري الآن هو ليس وليد الصدفة ولا هو مجرد رد فعل عفوي، بل إنها عملية مخططة من قبل العدوان الأخير بكثير.
كنا نعرف أن هذا اليوم قادم وكنا علي ثقة بأن المعركة الكبري ستبدأ بعد احتلال بغداد وليس قبله.. نعم حدثت خيانة من فئة محدودة جدا، لكن الجيش العراقي البطل والمناضلين الأشاوس، كانوا يعرفون أن الصفحة الثانية قد بدأت، ولذلك استعدوا بكل ما يملكون من أجل هذا اليوم الذي لم يتوقعه الأمريكيون أبدا. أنا اسألك عن احوال الشعب العراقي وعن وحدته الوطنية وهل استطاع الاحتلال شق وحدته الوطنية وزرع بذور الفتنة؟
الدليمي: قلت له.. امريكا تحاول لكنها تفشل حتي الآن، وحكيت له بعض هذه المحاولات.
الرئيس صدام: اعرف أن هناك اطرافا عديدة وليس الأمريكيين فحسب يريدون تدمير وحدة العراق التي ترسخت علي مدي قرون، وادرك أن هذه القوي ستمارس عمليات القتل والتفجيرات المتبادلة وسيقدمون معلومات مغلوطة إلي كل طرف لتفجير العلاقة والتحريض علي الحرب الأهلية والطائفية ولكن أنا لدي ثقة بأن هذه المحاولات سترتد جميعا إلي صدر المحتل والقوي التي تحالفه، انني احملك يا بني عددا من الوصايا ارجو منك ان تنقلها إلي الشعب العراقي: